رغم بساطته وشيوعه في معظم المطابخ حول العالم، يتزايد الاهتمام العالمي بالفول السوداني ليس كوجبة خفيفة فحسب، بل كمصدر غذائي غني بالبروتين النباتي والدهون الصحية والمركبات الحيوية التي قد تسهم في تحسين الصحة العامة وإطالة العمر، الفول السوداني يحتوي على نسبة عالية من البروتين النباتي، الأحماض الدهنية الأحادية والمتعددة غير المشبعة، الألياف، وفيتامينات ومعادن مثل فيتامين E والماغنيسيوم والفولات.لا يزال الفول السوداني محط اهتمام الباحثين في مجالات التغذية والطب الوقائي، دراسات متعددة تربط استهلاك المكسرات ومنها الفول السوداني الذي يُعد من البقوليات غنية بالبروتين بانخفاض مخاطر الوفاة بسبب أمراض القلب وبعض أسباب الوفاة الأخرى، حتى عند ضبط عوامل نمط الحياة المتنوعة، حيث كشفت دراسات علمية حديثة عن فوائده المذهلة لصحة الإنسان، إلى جانب التحذير من بعض مخاطره الخفية عند الإفراط في تناوله.يتفق العلماء على أن الفول السوداني مثال حيّ على أن الأطعمة البسيطة قد تحمل كنوزًا غذائية هائلة، شرط أن نتعامل معها بوعي. فهو مصدر ممتاز للطاقة والبروتين والدهون المفيدة، لكنه في الوقت ذاته يحتاج إلى الحذر في التخزين والتناول. وبين فوائده ومخاطره، تبقى القاعدة الذهبية في التغذية هي التوازن والاعتدال، فحتى “القليل من الجيد” قد يكون أفضل من الكثير الذي يضرّ.
وبحسب دراسة نُشرت في دورية “شبكة جاما المفتوحة” أو “دورية شبكة الجمعية الطبية الأمريكية المفتوحة” عام 2023، فإن تناول نحو 30 جرامًا من الفول السوداني يوميًا يمكن أن يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 20%، ويخفض فرص الوفاة المبكرة، وأرجعت الدراسة هذا التأثير إلى احتواء الفول السوداني على دهون أحادية غير مشبعة تعمل على خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، وزيادة الكوليسترول النافع (HDL)، ما يحافظ على صحة الشرايين ويقلل احتمالات التجلط
